الرئيسيةسياسة

مطعم لونا الشبل وظهور مفاجئ لوالدة أسماء الأسد.. ماذا يحصل في كواليس القصر الجمهوري؟

فريق الوكالة – بشكل مفاجئ تظهر سحر عطري والدة أسماء الأسد في ورشة عمل لغرفة تجارة دمشق، وهو ظهورها العلني الأول في سوريا، الملفت أن ظهورها تزامن مع افتتاح مطعم “ناش كراي” في العاصمة السورية، والذي أشاع ناشطون أن ملكيته تعود لمستشارة رأس النظام الخاصة لونا الشبل.

اعتمدت شائعات ملكية لونا الشبل للمطعم على تأويل ما قالته لمى الرهونجي زوجة الممثل يزن السيد في مقطع مصور نشرته على حسابها في انستغرام، شكرت فيه لونا وزوجها على دعوتها إلى المطعم، وهو ما دفع كثيرين إلى تبني معلومة أن المطعم من أملاك لونا الشبل وزوجها عضو القيادة القطرية في حزب البعث عمار ساعاتي، الصديق المقرب من ماهر الأسد.

على عكس ما تداوله السوريون على صفحات التواصل الاجتماعي، سبق وأن نشرت صحيفة الغارديان البريطانية قبل حوالي شهرين، تحقيقاً استقصائياً كشفت فيه عن تأسيس شركات وهمية في سوريا مهمتها الالتفاف على عقوبات قانون قيصر، ترتبط هذه الشركات حسب التقرير بشكل مباشر ببشار الأسد، وذلك عبر يسار إبراهيم، الذي يحمل صفة “مساعد رئيس الجمهورية” والمشمول أيضاً بعقوبات قيصر، والذي أصبح أحد أكبر رجال الأعمال في سوريا، ومدير “المكتب السري” أو ما يسمى المكتب الاقتصادي في القصر الجمهوري، وهو المسؤول المباشر عن ابتزاز أصحاب الشركات في سوريا لدفع مبالغ مالية لصندوق القصر الجمهوري، والذي تدير عملياته أسماء الأسد مستفيدة في خبرتها البنكية السابقة في لندن، حيث كانت تعمل في مجال تحصيل الديون ودمج الشركات.

أحد الوجوه التي تعتمد عليها شبكة أسماء الأسد هو علي نجيب إبراهيم، المرتبط مباشرة بيسار إبراهيم، وفق تحقيق الغارديان، وتشير وثائق تأسيس شركة “ناش كراي” التي تمتلك المطعم الجديد أن ملكية الشركة موزعة مناصفة بين علي نجيب إبراهيم وفداء جبر سليمان، مما يعني أن المطعم جزء من منظومة القصر الجمهوري، وأن وجود لونا الشبل وعمار ساعاتي في الواجهة يوم افتتاحه هو مجرد جزء من عملهما لصالح القصر.

تحولات كبيرة شهدتها كواليس القصر الجمهوري، بدأت تظهر إلى العلن من خلال الخلاف بين رامي مخلوف وبشار الأسد، حين قررت أسماء الأسد إزاحة مخلوف واعتمادها على منظومة جباية جديدة ترتبط بها مباشرة، بدأت مع شركة تكامل التي تدير مشروع “البطاقة الذكية” ويمتلكها ابن خالتها مهند دباغ.

منظومة أسماء الأسد الاقتصادية اعتمدت بشكل كبير على أقاربها وبعض الموظفين الثقات الذين علموا لسنوات طويلة في مكتبها في القصر الجمهوري، وجزء أساسي من عمل هذه المنطومة هو التشبيك مع رجال الأعمال وتحصيل أتاوات مالية منهم لصالح أسماء وزوجها، وهو دور قامت به أسماء بنفسها خلال سنوات سابقة عندما أسست “الأمانة العامة للتنمية السورية”، وجعلتها واجهة لبناء علاقات مع رجال أعمال من مختلف المحافظات، حيث كانت تدعوهم إلى نشاطات الأمانة، وتحصل منهم على “تبرعات” لمشاريعها.

ليس بعيداً عن افتتاح مطعم فاخر يتبع مباشرة للقصر الجمهوري، وبعد يومين من افتتاحه استقبلت غرفة تجارة دمشق “سحر عطري” والدة أسماء الأسد في ورشة عمل خصصتها الغرفة لسيدات الأعمال، ورغم أنها لا تحمل أية صفة رسمية، إلا أن غرفة التجارة تعاملت مع حضورها على أنه حدث هام، وهو بالفعل حدث هام لمن يرصد التغيرات في بنية الهرم الاقتصادي لنظام الأسد، لأن بدء ظهور والدة أسماء الأسد بشكل علني في نشاطات رسمية أو شبه رسمية يعني أن أسماء باتت تحكم السيطرة على اقتصاد سوريا، وأن وجود أقاربها والمحسوبين عليها في مفاصل الحياة الاقتصادية لم يعد وجود ظلٍّ، بل انتقل إلى الظهور العلني بعد أزاحت كل الأحجار التي كانت تقف عائقاً في طريقها وعلى رأسهم رامي مخلوف.

خلال الأسبوع الفائت دخل نظام الأسد مرحلة جديدة في تركيبته من الناحية الاقتصادية، فمشاريع القصر الجمهوري أصبحت علنية بعد افتتاح مطعم يمتلكه القصر وبظهور علني لمستشارة الأسد الخاصة وهي توجه الدعوات إلى افتتاحه، وواجهات القصر الاقتصادية تغيرت بشكل كامل ليصبح المجاهيل سابقاً هم الجباة لحساب الأسد أمثال يسار إبراهيم وعلي نجيب إبراهيم، ولتختفي واجهات من أقارب الأسد لصالح واجهات من أقارب أسماء، منهم والدتها سحر عطري وابن خالتها مهند دباغ، ولتصبح سوريا تشبه اسم المطعم “ناش كراي”، والذي يعني بالروسية “بلدنا”، بلد “أسماء الأسد”.

زر الذهاب إلى الأعلى