الرئيسيةسياسة

“قيصر” يكشف هويته ويفضح جرائم الأسد بحق المعتقلين

قيصر.. الشاهد الذي فضح آلة الموت في سجون الأسد

في خطوة غير مسبوقة، كشف المساعد أول فريد ندى المذهان، المعروف إعلاميًا بـ”قيصر”، عن هويته لأول مرة، كونه المسؤول عن تسريب آلاف الصور التي توثق عمليات التعذيب والقتل في سجون نظام بشار الأسد. كان المذهان يشغل منصب رئيس قسم الأدلة القضائية في الشرطة العسكرية بدمشق، وتمكن من تهريب أدلة تدين النظام السوري، في واحدة من أخطر عمليات التسريب في التاريخ الحديث.

توثيق الجرائم بأوامر عليا

أوضح “قيصر” أن عملية تصوير جثث المعتقلين بدأت منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011، حيث تم توثيق عمليات القتل في مشرحة مستشفى تشرين العسكري ومستشفيات أخرى، بأوامر من قيادات النظام لضمان تنفيذ الإعدامات بشكل ممنهج. أشار إلى أن الجثث كانت تحمل أرقامًا بدلًا من الأسماء، في محاولة لإخفاء هويات الضحايا.

مع تصاعد الاحتجاجات، ازداد عدد القتلى بشكل مخيف، حيث كانت تخرج يوميًا عشرات الجثث التي تعرضت لأبشع أنواع التعذيب. كشف “قيصر” أن النظام كان يوثق الوفاة بأسباب مزيفة مثل “توقف القلب”، بينما كانت الجثث تحمل آثار تعذيب وحشي.

رحلة التهريب والانشقاق

أمضى “قيصر” ثلاث سنوات في تهريب الصور، مستخدمًا وسائل بدائية لإخفائها مثل وضعها داخل ملابسه وربطة الخبز، متجنبًا عمليات التفتيش الأمنية في دمشق. كان يتنقل بهوية عسكرية رسمية وأخرى مدنية مزورة لتفادي الاشتباه. بعد جمع ما يكفي من الأدلة، قرر الانشقاق عن النظام والهرب إلى الأردن، ثم إلى قطر، حيث بدأ بتجهيز ملف لمحاسبة مجرمي الحرب في سوريا.

المطالبة بالمحاسبة وإلغاء العقوبات

طالب “قيصر” المجتمع الدولي بضرورة إنشاء محاكم وطنية لمحاسبة المتورطين في جرائم الحرب بسوريا، مؤكدًا أن العدالة لا تتحقق إلا بملاحقة جميع المسؤولين عن المجازر. كما دعا الولايات المتحدة إلى إلغاء “قانون قيصر”، الذي فرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري، مشددًا على ضرورة دعم الشعب السوري الذي يدفع ثمن هذه السياسات.

إرث “قيصر” وتأثير الوثائق

أحدثت صور “قيصر” صدمة عالمية، وساهمت في إقرار “قانون قيصر” عام 2016، الذي فرض عقوبات واسعة على نظام الأسد. ووفقًا لتقارير حقوقية، وثقت الجرائم التي كشفها “قيصر” مقتل أكثر من 15 ألف شخص تحت التعذيب، إلى جانب عشرات الآلاف من المختفين قسرًا.

يظل “قيصر” شاهدًا على فظائع ارتُكبت بحق آلاف الأبرياء، وأمله أن يرى يومًا تحقيق العدالة وإنهاء معاناة السوريين، ليطوى بذلك فصل مظلم من تاريخ بلادهم.

زر الذهاب إلى الأعلى