أظهرت نتائج تجارب سريرية أن الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا ثم تعافوا منه، ليسوا في مأمن تام من السلالة المتحورة التي ظهرت في جنوب إفريقيا، بعدما كانوا يظنون أنهم باتوا محصنين مناعيا.
ويرجح الكثير من خبراء الصحة، في الوقت الحالي، أن يكون المتعافون من كورونا محصنين مناعيا ضد العدوى لعدة أشهر، نظرا لاكتسابهم أجساما مضادة خلال فترة الإصابة.
ويعتقد مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية أنتوني فاوتشي، أنه في الوقت الحالي يبدو اللقاح أفضل في حماية الإنسان من العدوى، مقارنة بالإصابة الطبيعية، مشيرا إلى أن ما كشفته النتائج يشكل حافزا كبيرا حتى يبادروا إلى التطعيم، بحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
ويقرّ فاوتشي بأن المناعة التي يحصل عليها الشخص المتعافي من فيروس كورونا المستجد بعد التماثل للشفاء، ليست كافية للوقاية من الإصابة بالسلالة المتحورة، موضحا أن مستوى المناعة قد لا يكون كافيا، سواء تعلق الأمر بدرجة المناعة، أو بكثافتها، أو بالفترة الزمنية التي تستمر فيها.
وعندما أجريت تجارب سريرية للقاح “نوفا فاكس”، وأعطيت جرعة وهمية من التطعيم أو ما يعرف بـ”البلاسيبو”، تبين أن أشخاصا تعافوا من “كوفيد 19″ لكنهم ظلوا معرضين للإصابة بالسلالة المتحورة التي ظهرت في جنوب إفريقيا وتعرف علميا بـ”B.1.351”.
وأصبحت السلالة المتحورة المذكورة الأكثر شيوعا في جنوب إفريقيا، بينما جرى رصدها في أماكن محدودة بالولايات المتحدة.
وكانت تقارير طبية في جنوب أفريقيا أفادت مؤخرا بأن عدد الأشخاص الذين يتوفون جراء النسخة المتحورة من فيروس كورونا المستجد في ارتفاع متزايد، حيث تعاني البلاد من نقص في المعدات والأطقم الطبية.
والسلالة المتحورة التي ظهرت في جنوب إفريقيا واحدة من عدد من السلالات الجديدة التي تم اكتشافها في الشهور الأخيرة ومن بينها سلالتان أخريان في إنكلترا والبرازيل يخشى العلماء أن تكونا وراء زيادة سرعة انتشار كوفيد-19.
وقالت منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي إن السلالة التي تم رصدها في جنوب إفريقيا باتت موجودة في 20 دولة وإقليما ومنطقة، فيما باتت السلالة المتحوّرة لكورونا المستجد التي اكتشفت لأول مرة في بريطانيا منتشرة الآن في 50 دولة.