منوعات

ظن منه أنها أستراليا.. هذه قصة سوري لجأ بالخطأ إلى جزيرة معزولة (صور)

ظن منه أنها أستراليا.. هذه قصة سوري لجأ بالخطأ إلى جزيرة معزولة (صور)

نقلت صحيفة الغارديان البريطانية قصة لجوء السوري علي من حلب إلى جزيرة معزولة ظنها أستراليا.

وقال علي إنه في عام 2012 كان في الرابعة عشرة من عمره، ونزحت أسرته هـرباً من العنف الذي وصلت إليه سوريا.

وبعد ذلك توجه علي وعائلته إلى ماليزيا، لكنها لم تشعر بالأمان هناك، ولهذا قرر علي ووالده أحمد أن يطلبا اللجوء في أستراليا.

وقال علي إنه كان يخطط بمجرد أن تتم إعادة توطينهما، سيأتيان بوالدته وأشقائه الخمسة، الذين كان بينهم أخ رضيع صغير، حتى يجتمع الشمل هناك.

ويبدو أن علي ووالده لم يسمعا بالقصص التي تدور حول قيام أستراليا بإغلاق حدودها.

وعندما أخبر أحدهم علي ووالده بأنهما سيتم نقلهما إلى ناورو، ظنا أنها منطقة تابعة لأستراليا، مثل جزيرة عيد الميلاد مثلاً، فقد وصلا إلى أستراليا في نهاية الأمر.

وجمهورية ناؤُورُو أو ما كانت تعرف قديما باسم الجزيرة السعيدة أو الجزيرة المبهجة هي دولة جزرية تقع في مايكرونيزيا في المحيط الهادي.

تلك الجزيرة أقرب الجزر لها هي جزيرة بانابا في جمهورية كيريباس، التي تبعد عنها 300 كم شرقاً.

ويقول علي إن الأمر بدا مخيفاً بالفعل، متابعاً: ” لكني لم أستوعب ذلك، ولم أستطع هضمه، فقلت لوالدي إنني على وشك البكاء، وأخذت أهتف: “أين نحن؟ هل سيرموننا هنا فحسب ثم ينسوننا؟”

وأردف: “كان عليها رقم فقط، فهتفت: ما هذا؟ فقالوا لي: هذا اسمك، ومن الآن فصاعداً عليك أن تستخدم هذه البطاقة الشخصية”.

وأحس علي بنفسه طوال السنوات القليلة التالية سجيناً في تلك الجزيرة، إذ لم يكن هنالك ماء يكفي حتى للاستحمام.

كما لا تتوفر هواتف ولا حتى مدرسة حسبما أفاد علي.

وفي ذلك المخيم شاهد امرأة تأكل مسحوق غسيل ورجلاً يخيط شفتيه، أي أنه رأى الناس هناك وهم يصابون بمس من الجنون ويفقدون صوابهم.

وبالرغم من أنه أضاع سنوات من عمره في مخيم الاحتجاز الغريب والمتوحش في ناورو، إلا أن علياً كان من المحظوظين في نهاية المطاف.

فقد حصل علي ووالده على صفة لاجئ وغادرا المخيم في 2014 بسبب قوة الحجة التي قدماها في طلب لجوئهما بوصفهما سوريين.

وكان علي وأبوه في أواخر 2015 أول من تمت إعادة توطينهما من اللاجئين، وبمساعدة الأمم المتحدة، تمكنت والدته وأشقاؤه من الوصول إلى كندا.

وعلى غير المعتاد، سمح للأب وابنه علي بأن ينضما لأسرتهما، وفي غضون أسابيع، أصبح علي يرتاد المدرسة الثانوية في ساسكاتون.

وعن تلك التجربة، يقول علي إنه كان مفعماً بالطاقة والحيوية، ومندفعاً تجاه كل شيء، فيقول: “لم أكن أريد أن أضيع أي وقت، فقد كنت حينها بغاية السعادة”.

زر الذهاب إلى الأعلى